مع أن القرآن الكريم هو معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وآله عن مستقبل الحياة ومسيرة الإسلام فيها إلى أن يجيء عصره الموعود ، فيظهره الله على الدين كله ولو كره المشركون ولو كره الكافرون
وعصر ظهور الإسلام هو نفسه عصر ظهور الإمام المهد الموعود عليه السلام ، لا فرق بينهما في احاديث البشاره النبوية التي تبلغ مئات الأحاديث والتي رواها الصحابه والتابعون وأصحاب الصحاح والمجاميع على إختلاف مذاهبهم . بل هي تزيد على الالف حديث إذا أضفنا إليها أحاديث الأئمة من اهل البيت عليهم السلام ، وان لم يسندوها دائما الى النبي صلى الله عليه وآله لأنهم صرحوا مرارا بأن ما يحدثون به فهو عن آبائهم الطاهرين عن جدهم خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم
٭ ٭ ٭ ٭ ٭
والصوره التي ترسمها هذه الاحاديث الشريفه لوضع العالم في عصر الظهور وخاصه لوضع منطقة الظهور والتي تشمل اليمن والحجاز وايران والعراق وبلاد الشام وفلسطين ومصر والمغرب صوره شامله ، فيها الكثير من الأحداث الكبرى والعديد من التفاصيل وأسماء الامكنه والأشخاص
تذكر الاحاديث الشريفه أن حركة الإمام المهدي ارواحنا فداه تبدأ في مكه المكرمه بعد تمهيدات عالميه وإقليميه ، فعلى الصعيد العالمي يكون الصراع بين الروم ( الغربيين ) وبين الترك أو أخوان الترك كما تسميهم الأحاديث والذي يظهر إنهم (((الروس))) حتى يصل الأمر بينهم الى حرب عالميه
وعلى صعيد المنطقه تقوم دولتان مواليتان للإمام المهدي عليه السلام في إيران واليمن .
أما أنصاره الإيرانيون فتقوم دولتهم قبله بمده ويخوضون حرباً طويله وينتصرون فيها ، ثم يظهر فيهم قبيل ظهوره عليه السلام شخصيتان هما السيد الخراساني القائد السياسي ، وشعيب بن صالح القائد العسكري ، ويكون للإيرانيين بقيادتهما دور هام في حركة ظهوره عليه السلام .
وأما أنصاره اليمانيون فتكون ثورتهم قبل ظهوره عليه السلام ببضعة أشهر . ويبدو أنهم يساعدون في ملء الفراغ السياسي الذي يحدث في الحجاز ، كما يساعدون في حركة ظهوره عليه السلام . وسبب هذا الفراغ السياسي في الحجاز أنه يقتل ملك سفيه من آل فلان اسمه "عبد الله" فيكون أخر ملوك الحجاز ويختلفون بعده على خليفته ، ويستمر اختلافهم الى ظهور الامام المهدي عليه السلام ، " اما انه اذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على احد ولم يتناه هذا الامر دون صاحبكم إن شاء الله ويذهب ملك السنين ويكون ملك الشهور والأيام .قال ابو بصير فقلت: يطول ذلك ؟ قال: كلا " .
ويتحول الخلاف بعد مقتل هذا الملك الى صراع بين قبائل الحجاز " إن من علامات الفرج حدثا يكون بين الحرمين . قلت وأي شيء يكون الحدث ؟ فقال عصبيه تكون بين الحرمين ، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشا " أي يقتل شخص خمس عشر زعيما أو شخصيه من القبيله المعاديه له ، أو من أبناء زعيم معروف معادين له.
وفي هذه الأثناء تبد آيات ظهور المهدي عليه السلام ، ولعل اعظمها النداء من السماء باسمه في الثالث والعشرين من شهر رمضان " قال سيف بن عميرة : كنت عند أبي جعفر المنصور فقال ابتداء : ياسيف بن عميرة لابد من مناد ينادي من السماء باسم رجل من ولد أبي طالب فقلت: جعلت فداك يا أمير المؤمنين تروي هذا ؟ قال: أي والذي نفسي بيده لسماع أذني له . فقلت له يا أمير المؤمنين إن هذا الحديث ما سمعته قبل يومي هذا ! قال يا سيف انه الحق ، فإذا كان ذلك فنحن اول من يجيب ، اما انه نداء رجل من بني عمنا . فقلت : رجل من ولد فاطمه عليها السلام ؟ قال: نعم يا سيف ، لولا اني سمعته من أبي جعفر محمد بن علي ولو يحدثني به اهل الارض كلهم ما قبلته منهم ، ولكنه محمد بن علي " .
٭ ٭ ٭ ٭
بعد هذا النداء السماوي يبدأ المهدي عليه السلام بالاتصال ببعض حواريه وانصاره ولكن بشكل سري ، ويكثر الحديث منه في العالم و يلهج الناس بذكره " ويشربون حبه " كما تذكر الاحاديث ، ويتخوف اعداؤه من ظهوره فينشطون بالبحث عنه . ويشيع عند الناس انه يسكن المدينه المنوره ، فتستدعي حكومة الحجاز أو القوى الخارجيه جيش السفياني من سوريه ، من أجل ضبط الوضع الداخلي في الحجاز ، وانهاء صراع القبائل فيه على السلطه ، ويدخل هذا الجيش الى المدينه المنوره فيلقي القبض على كل هاشمي تصل يده اليه ، ويقتل الكثير منهم ومن شيعتهم ، ويحبس الباقين " ويبعث ( أي السفياني ) بعثا الى المدينه فيقتل بها رجلا ، ويهرب المهدي والمنصور منها ، ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم لايترك منهم احد الا أخذ وحبس . ويخرج الجيش في طلب الرجلين ، ويخرج المهدي منها على سنة موسى عليه السلام خائفا يترقب ، حتى يقدم مكه " .
وفي مكه يواصل المهدي عليه السلام إتصالاته ببعض انصاره ، حتى يبدأ حركته المقدسه من الحرم الشريف في ليلة العاشر من محرم بعد صلاة العشاء ، حيث يلقي بيانه الأول على اهل مكة ، فيحاول اعدائه قتله ، ولكن انصاره يحيطون به ويدافعون عنه ، ويسيطرون على المسجد ، ثم يسيطرون على مكة .
وفي صبيحة اليوم العاشر من محرم يوجة الإمام المهدي عليه السلام بيانه الى شعوب العالم بلغاتها المختلفه ، ويدعوهم الى نصرته ، ويعلن انه سيبقى في مكة حتى تحدث المعجزه التي وعد بها جده المصطفى صلى الله عليه وآله ، وهو الخسف بالجيش الذي يتوجه الى مكه للقضاء على حركتة . وبالفعل تقع المعجزه الموعوده بعد فتره قصيره حيث يتوجه جيش السفياني الى مكه " حتى اذا انتهى الى بيداء المدينه خسف الله به . وذلك قول الله عز وجل " ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب " حتى اذا كانوا بالبيداء خسف بهم ، فيرجع من كان أمامهم لينظر مافعل القوم فيصيبهم ما أصابهم . ويلحق بهم من خلفهم لينظر ما فعلوه فيصيبهم ما أصابهم " .
وبعد معجزة الخسف هذه ، يتوجه الإمام المهدي عليه السلام من مكة ، بجيشه المكون من بضعة عشر ألفاً ، الى المدينة المنوره فيحررها بعد معركة مع القوات المعاديه التي تكون فيها . وبتحرير الحرمين يتم له فتح الحجاز و السيطرة عليه .
وتذكر بعض الروايات انه يتوجه بعد فتح الحجاز الى جنوب إيران ، حيث يلتقي بجيش الإيرانيين وجمهورهم بقيادة الخراساني وشعيب بن صالح ، فيبايعونه ، ويخوض معهم عند البصره معركة مع القوات المعاديه ينتصرون فيها نصرا مبينا .
و يدخل الإمام بعد ذلك الى العراق ، ويصفي اوضاعه الداخلية ، فيقاتل بقايا قوات السفياني و يهزمها ، ويقاتل فئات الخوارج المتعدده ويقتلهم ، ويتخذ العراق مركز دولته ، والكوفه عاصمته ، ويكون ذلك قد وحد اليمن والحجاز و إيران والعراق وبلاد الخليج تحت حكمه .
٭ ٭ ٭ ٭ ٭
وتذكر الاحاديث ان اول حرب يخوضها الإمام المهدي عليه السلام بعد فتحه العراق تكون مع الترك " اول لواء يعقده يبعثه الى الترك فيهزمهم " والظاهر ان المقصود بالترك " الروس " ، حيث يكونون خرجوا ضعفاء من الحرب العالميه مع الروم " أي الغربيين " .
ثم يعد الإمام المهدي عليه السلام جيشه الكبير ويتجه نحو القدس ، فيتراجع امامه السفياني حتى ينزل جيش الإمام المهدي في " مرج عذراء " قرب دمشق ، ويجري مفاوضات بينه وبين السفياني فيكون موقف السفياني امامه ضعيفا ، خاصه وان التيار الشعبي العام يكون الى جانب الإمام المهدي عليه السلام ، ويكاد السفياني ان يسلم الامر اليه ، كما تذكر الروايات ، ولكن الذين وراءه من اليهود والروم ووزرائه يوبخونه ، ويعبئون قواتهم يخوضون المعركه الكبرى مع الإمام المهدي عليه السلام وجيشه ، والتي تمتد محاورها من عكا في فلسطين الى أنطاكيا في تركيا ساحليا ، ومن طبريه الى دمشق والقدس داخليا . وينزل فيها الغضب الإلهي على قوات السفياني واليهود والروم ، فيقتلهم المسلمون حتى لو أختبأ احدهم وراء حجر لقال الحجر يامسلم هذا يهودي ورائي فأقتله ، وينزل النصر الإلهي على الإمام المهدي عليه السلام والمسلمين فيدخلون القدس فاتحين .
ويتفاجأ الغرب المسيحي بهزيمة اليهود وهزيمة قواتهم المساعده لهم ، على يد المهدي عليه السلام ، فيستشيط غضبا ويعلن الحرب على الإمام المهدي عليه السلام ، ولكنه يتفاجأ بنزول المسيح عليه السلام من السماء في القدس ، وبيانه الذي يوجهه الى العالم والمسيحيين خاصة ، ويكون نزوله عليه السلام آية للعالم يفرح بها المسلمون والشعوب المسيحيه . ويبدو ان المسيح عليه السلام هو الذي يقوم بالوساطه بين الإمام المهدي عليه السلام والغربيين ، فيتفقون على عقد هدنة سلام مدتها سبع سنوات " بينكم وبين الروم أربع هدن ، تتم الرابعة على يد رجل من أهل ( آل ) هرقل تدوم سبع سنن . فقال له رجل من عبد القيس يقال له السؤدد بن غيلان : يا رسول الله ، من إمام الناس يومئذ؟ قال : المهدي من ولدي ، ابن اربعين سنه ، كأن وجهه كوكب دري ، في خده الأيمن خال ، عليه عباءتان قطوانيتان ، كأنه من رجال بني إسرائيل . يستخرج الكنوز ويفتح مدائن الشرك " .
ولعل السبب في أن الغربيين ينقضون هذه الهدنه بعد سنتين كما تذكر بعض الروايات ، وهو تخوفهم من التيار الشعبي الذي يحدثه المسيح عليه السلام في شعوبهم ، فيدخل الكثيرون في الإسلام ، ويظهر الكثيرون تأييدهم للإمام المهدي عليه السلام . فيقوم الروم بهجوم مباغت على منطقة بلاد الشام وفلسطين بنحو مليون جندي " ثم يغدرونكم فيأتونكم تحت ثمانين راية تحت كل راية اثنا عشر ألفا " و تواجههم قوات المسلمين ، ويعلن المسيح موقفه الى جانب الإمام المهدي عليهما السلام ، ويصلي خلفه في القدس . وتدور المعركة معهم على نفس محاور معركة فتح القدس تقريبا ، من عكا الى انطاكيا ، ومن دمشق الى القدس ومرج دابق ، وتكون الهزيمه الساحقه على الروم ، والنصر المبين للمسلمين .
وبعد فتح المهدي الغرب ودخوله تحت حكمه ، واسلام أكثر أهله ، يتوفى المسيح عليه السلام فيصلي عليه الإمام المهدي والمسلمون ، ويقيم الإمام المهدي عليه السلام مراسم دفنه والصلاة عليه بشكل علني على مرأي الناس ومسمع ، كما تذر الروايات الشريف ، حتى لا يقول الناس فيه كما قالو أول مره ، ويكفنه بثوب من نسج امه الصديقة مريم عليها السلام ، ويدفنه الى جانب قبرها الشريف في القدس .
* * *
وبعد فتحه العالم وتحويده في دوله اسلاميه واحده . يعمل الإمام المهدي عليه السلام في تحقيق الاهداف الإلهيه في شعوب الأرض ، في المجالات المختلفه . فيقوم بتطوير الحياة المادية وتحقيق الغنى والرفاهية لجميع الناس . وبتعميم الثقافه ورفع مستوى التعليم الديني والدنيوي . وتذكر بعض الأحاديث أن نسبة ما يضيفه إلى معلومات الناس في العلوم نسبة خمس وعشرين إلى اثنين ، حيث يضيف الخمس والعشرين جزءا من العلم ويضمها إلى الاثنين ويبثها في الناس سبع وعشرين . كما يتحقق في عصره انفتاح سكان الأرض على سكان الكواكب الأخرى . بل تبدأ مرحلة انفتاح عالم الغيب على عالمنا عالم الشهادة ، فيأتي أناس من الجنة إلى الأرض ويكونون آية للناس . ويرجع عدد من الانبياء والأئمة عليهم السلام إلى الأرض في زمن المهدي عليه السلام وبعده ، ويحكمون إلى ما شاء الله من الزمان ، ويكون ذلك من علامات القيامة ومقدمتها .
ويبدو أن حركة الدجال الملعونة وفتنته ، تكون حركة استثمار منحرف لتطور العلوم ، وحالة الرفاهية التي يصل اليها المجتمع البشري في عصر الإمام المهدي عليه السلام، فيستعمل الدجال أساليب متطورة من الشعوذة لاغراء المراهقين والمراهقات والنساء الذين يكونون أكثر أتباعه كما تذكر الأحاديث ، ويحدث بذلك في العالم تيار في الفتنه وتصديق بالاعيبه ، ولكن الإمام المهدي عليه السلام يكشف زيفه ويقضي عليه وعلى أتباعه ...
هذه صوره عامه عن حركة الإمام المهدي الموعود عليه السلام وثورته العالميه
منقول عن كتاب عصر الظهور للشيخ علي الكوراني ص٩
((( اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين )))
ومن الله التوفيق
الأربعاء يناير 16, 2013 2:02 pm من طرف لجين
» عندما يفصل النت .. خو ابد ميفصل مو !!
الأربعاء يناير 11, 2012 1:57 pm من طرف لجين
» تخيلوا انفسكم متوا ولا قريتوها!!
السبت يناير 07, 2012 12:48 pm من طرف لجين
» أعمال يحبها الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)
السبت يناير 07, 2012 12:41 pm من طرف لجين
» هنيئاً للنساء!!!
السبت يناير 07, 2012 12:38 pm من طرف لجين
» لكل من أسأت اليه في 2011 !!!
الإثنين يناير 02, 2012 9:42 am من طرف لجين
» المعنى الحقيقي لصداقه جدا رائعه وللي ماجرب الصداقه الحقيقه بيعرفها هينى
الخميس ديسمبر 29, 2011 2:05 am من طرف الملايه
» قال:والله لو مسحتيها لأمسح روحك .. آآه يالخيانه ..!! (اليمه)
الأربعاء ديسمبر 28, 2011 11:20 pm من طرف الملايه
» الشعور بالوحدة
الإثنين ديسمبر 26, 2011 5:24 pm من طرف الملايه
» ارسم ابتسامة من قهر واسكب دمعة من فرح
الإثنين ديسمبر 26, 2011 4:50 pm من طرف الملايه
» بونتين البطاطا الحلوة
الأحد ديسمبر 25, 2011 1:35 pm من طرف الملايه
» صينية الباذنجان والبطاطس مع الدجاج
الأحد ديسمبر 25, 2011 1:34 pm من طرف الملايه
» صــوره وقصيـده..
الأحد ديسمبر 25, 2011 1:32 pm من طرف الملايه
» لو غرامك موت آنه ليك أهاجر ليك أهاجر وموتن ليك أهاجر
الأحد ديسمبر 25, 2011 1:27 pm من طرف الملايه
» خصوصية كل إمام في قضاء الحوائج ..~
الأحد ديسمبر 25, 2011 12:32 pm من طرف لجين
» قصة الأمام علي عليه السلام مع الأسد
الأحد ديسمبر 25, 2011 12:25 pm من طرف لجين
» من أقوال وحكم الإمام علي الهادي (ع)
الأحد ديسمبر 25, 2011 12:20 pm من طرف لجين
» دروس adobe after effects cs4 ؟
الإثنين ديسمبر 19, 2011 1:20 am من طرف مرتضى الزيدي
» تصميمي لشهر محرم by;design ghost
السبت ديسمبر 17, 2011 2:01 pm من طرف لجين
» يامعوديين وينكم اعضاء وين رحتووو ليش المنتدى فاضي ؟؟؟
الجمعة ديسمبر 16, 2011 1:21 pm من طرف لجين